كم مرة شرعت في تعلم الغة الدنماركية ثم فشلت إما بسبب الملل، وإما بسبب صعوبة التعلم أو الطريقة التقليدية أو إحساسك أنك تبذل جهدًا كبيرًا دون تحقيق تقدم يذكر، قد يكون السبب أحد هذه الأخطاء أو بعضها، يمكنك أن تشاركنا تجربتك بالتعليق في النهاية.
1- الخوف وقلة الثقة
القاعدة الأولى التي ينبغى أن نتعلمها أن الأمر في تعلم اللغة لا يدور حول تعلم المفردات والقواعد والتصريفات فقط، الجزء الأهم يدور حول الممارسة والتحدث، الخوف من الخطأ ومن ردود أفعال الآخرين تجاه طريقة تحدثك أونطقك يعد أكبر عوائق التعلم، انظر إلى الأجانب كيف يتحدثون العربية بشكل غريب، وقد يكون مضحكًا أحيانًا، ولكن هذا لا يمنعهم أبدًا من مواصلة الحديث من أجل تحسين لغتهم.
2- استخدام اللغة الأم بكثرة
أحد أهم الأخطاء وأكثرها شيوعًا، وهي استخدام اللغة الأم بكثرة أثناء تدريس اللغة الدنماركية، سواء من الدارسين أو من المتعلمين، قد يكون ذلك ضروريًّا في البداية، لكن مع التقدم في المستوى، يجب أن تتحول البيئة التعليمية تمامًا، حتى شرح المصطلحات الجديدة والتواصل الشخصي بين الطلاب وبعضهم البعض ينبغى أن يكون باستخدام اللغة الدنماركية، خاصة أثناء ساعات الدرس.
3- الاعتماد على الدورات المدرسية والمنهجية
لا يعنى حضورك لأحد مناهج تدريس اللغات الدنماركية أنك ستصير مجيدًا لها بشكل تام، مهما بلغت قوة هذا البرنامج، خاصة تلك البرامج التقليدية التي يكون التعلم فيها من طرف واحد، لا تظن أن مستوى لغتك سيتحسن بالاستماع إلى مدرس يشرح درسًا للكلمات أو القواعد، يبقى مدار التعلم يتعلق بمدى الجهد الشخصي الذي تبذله في الطريق الصحيح، نعني هناك 3 نصائح على وجه الدقة: النصيحة الأولى أن تقرأ كثيرًا باللغة الدنماركية، ابدأ بالأخبار والمواقع الصحفية، ثم تطور إلى القصص والروايات، ثم الكتب، الأمر سيكون مجهدًا في البداية لكنه سيدخلك إلى قلب اللغة.
النصيحة الثانية تتعلق بالاستماع، حاول أن تشاهد بعض القنوات التي تقدم محتوى جذاب بالنسبة إليك باللغة الدنماركية ، شاهد الأفلام مذيلة بالنص باللغة ذاتها ومع الوقت شاهد الأفلام دون أى ترجمة أو تذييل، ستشعر بالفارق في خلال شهور قليلة.
النصيحة الثالثة أن تبدأ ممارسة المحادثة والكلام باللغة في أسرع وقت ممكن، بعض علماء اللغة ينصحون بإجراء محادثات قصيرة بعد عدة أسابيع من بداية تعلمك لأي لغة جديدة.
4- عدم وجود بيئة للتواصل
لا تنظر للغة على كونها علم بحت تدرسه، ولكن على أساس كونها مهارة تمارسها، فهي تنمو بالممارسة وتضمر بالتجاهل، أفضل مناخ لتعلم لغة ما أن تعيش في بيئة تتخذها كلغة أم، ورغم ذلك أحيانًا ما يميل الدارسين الأجانب إلى التكتل معًا والتحدث بلغتهم الأم بدلاً من الانفتاح والتواصل وتعزيز مهارات اللغة.
عند محاولة تعلم اللغة الدنماركية في بلدك يصبح توفير البيئة أمرًا أصعب، البيئة التعليمية أهم بكثير من المناهج في تعليم اللغات، حاول أن تتذكر هذه الحقيقة جيدًا عند اختيار مركز أو أكاديمية لتعلم لغة ما.
يمكنك أن تتخذ رفقة وتتعاهد معهم على التحدث يوميًّا لمدة ساعة باللغة التي ترغبون في تعلمها، يمكن أن تكون الموضوعات مجهزة سلفًا في البداية، ثم تصبح تلقائية بعد التقدم نسبيًّا في التعلم.
قد تفيد مواقع التواصل الاجتماعى الخاصة باللغات كثيرًا في صناعة بيئة التعلم هذه، ومن أهم هذه الشبكات شبكة I talki http://www.italki.com،وهي شبكة اجتماعية تجمع مشتركين من مختلف أنحاء العالم، تجمعهم الرغبة في تعلم لغة أجنبية أخرى، أي لغة أخرى، في هذا المجتمع، يمكنك التعاون مع الأشخاص الآخرين الذين يودون تعلم لغتك الأم، أنت تساعدهم في تعلم لغتك الأم هم يساعدونك في تعليمهم لغتهم، وهكذا.
ما يوفر الموقع أيضًا خدمات مدفوعة، عبر أشخاص مستعدين لتعليمك اللغة التي تحب بمقابل مادي، وكذلك مجموعات في لغات مختلفة، ويمكن طرح أسئلة أو الإجابة عن أخرى، كما يمكن البحث عن أصدقاء والتحاور معهم لتطوير مهارات اللغة لديك، وغيرها من المميزات الاجتماعية.
5- عدم الاستماع بشكل كافٍ
يؤمن معلمو اللسانيات بأن ما يعرف بـ “فترة الصمت” هي أول خطوات تعلم أي لغة خاصة للأطفال، كل ما تفعله خلال فترة الصمت هو الاستماع وترديد الأصوات، ومحاولة تمييز بعض المفردات والتراكيب تدريجيًّا، والأهم هو التعرف على نمط اللغة واكتساب لكنة النطق الصحيحة.
الاستماع هو المهارة التواصلية الأهم في أي لغة، وهي المصدر الرئيس لاكتساب المفردات والتراكيب، وتأخر اكتساب هذه المهارة يؤخر عملية التعلم كثيرًا، المجتمعات التواصلية تفيد في حل هذه المشكلة، الأفلام كذلك تساعد بشكل كبير، ولكن الخطوة الأفضل في هذا الصدد هي الموسيقى لأنها لا تسبب الملل من ناحية ولطابعها التكراري من ناحية أخرى “الأغنية تكرر نفس الكلمات”، ولا يخفي على أحد أهمية التكرار في تعزيز مهارات اكتساب اللغة.
6- التفكير الجامد والنمطي وفقدان القدرة على القياس والتخمين
بالدراسة يؤكد علماء اللغات أن الطلاب الأكثر حبًّا للغموض والخيال هم أكثر قدرة على تعلم اللغات من أصحاب التفكير النمطي.
تعلم لغة جديدة أمر يكتنفه الكثير من الغموض، مفردات جديدة يوميًّا، قواعد لا تخلو من الشذوذ، ومغامرة يومية مع الجديد ينبغي أن تعودك على استخدام أقل قدر ممكن من الأدوات للحصول على الأجوبة، ممارسة التخمين أكثر فاعلية بمراحل من اللجوء إلى القاموس مع أي كلمة جديدة، حتى القواعد الشاذة يمكنك أن تتعامل معها بالحدس مع مرور الوقت، ألعاب اللغة والغناء قد يكون مفيد لكسر حدة التعامل النمطي مع اللغة.
7- استخدام طريقة واحدة في التعلم
تعلم أي لغة يحتوي على 4 مهارات أساسية، وهي الاستماع والتحدث والقراءة والكتابة، غالبًا لا توجد طريقة تعليمية تغطي الجوانب الأربعة بنفس الجودة، الأفلام والموسيقى مثلاً تستهدفان الاستماع بشكل أكبر، البيئة التواصلية تستهدف التحدث، مطالعة الروايات والكتب والصحف تستهدف مهارة القراءة وتنمية الحصيلة اللغوية، وهكذا فالمتعلم الناجح يجمع بين أكثر من طريق للتعلم وتعزيز مهاراته.
8- استخدام اللغة الأم كمعيار ووسيط
أحد أكثر الممارسات شيوعًا، وربما يعتقد البعض أنه لا يمكن التخلص منها بالكلية، في الواقع هذه الممارسة لا تتيح لنا تعلم لغة جديدة للتفكير والتعبير بقدر ما تجعلنا نترجم لغتنا القديمة إلى لسان آخر، فأنت ترى الشيء -الحدث ثم تصفه بلغتك ثم تترجم هذا الوصف إلى اللغة الأجنبية، هذا الأمر هو ما يجعل إنتاج أفكار أصلية بلغة أجنبية أمرًا صعبًا حتى على من يجيدون أصول اللغة بشكل كبير.
الأمر يتعدى ذلك إلى محاولة قياس الجمل وطريقة تكوينها إلى اللغة الأم، وطن نفسك أنك تتعلم لغة جديدة وبالتالى فهي غير ملتزمة بأي من قواعد لغتك الأصلية أو أي من طرق صناعة التراكيب فيها، وتأكد جيدًا أن هذا الأمر ليس منكرًا ولا مستغربًا.
9- البداية من أسفل إلى أعلى
وهو نمط التعلم المدرسي التقليدي الذي يبدأ بالحروف، ولا ينتقل إلى الكلمات إلى حين ينهي الحروف، ثم لا يأتي تركيب الجمل قبل حصيلة كلمات مجردة كبيرة وهكذا، هذا النمط أثبت كثيرًا عدم فاعليته، والتجربة البشرية تؤيد ذلك؛ فالأطفال يستطيعون نطق جمل كاملة “من لغتهم الأم” ويدركون معانيها قبل أن يتعلموا حرفًا واحدًا، لذا يبدو النمط الفوقي هو الأنجح وبفروق شاسعة، صادق اللغة مبكرًا، حاول أن تقرأ مقالات كاملة، استمع إلى الموسيقى حتى وإن لم تفهم بشكل كامل، إنها طريقة أشبه بالنهج الاستقرائي الذي تنتقل من الكليات إلى الجزئيات، وهي طريقة تشبه كثيرًا تعلم الموسيقى الذي سيصبح بالتأكيد مملاً جدًّا إذا كانت التجربة الأولى في التعلم تتعلق برسم النوتة الموسيقية.
10- التعامل مع اللغة كواجب منزلي أو فرض دراسي أو حياتي
وهو الشعور التقليدي الكفيل بنزع الروح عن أكثر أنشطة الحياة بهجة و إمتاعًا، اقرأ باللغة الجديدة، العب بها، شاهد بها ما تحب، استمع إلى موسيقى جيدة، حاول أن تستمتع بالأمر فهو حقًّا يستحق التجربة.